بعض المشايخ -الا من عصم الله- جاهزون لإقرار سلوكيات السلطة شرقت او غربت ، يؤيدون بياناتها من وجهة نظرها دون الوقوف على بيانات الرأى الاخر وبخاصة اذا كان الامر يتصل -بطريق مباشر او غير مباشر- بمعارضة السلطة .
وهؤلاء المشايخ لا يخشون الله وهم يصدرون الفتوى بالحكم بناء على رأى أحد الخصمين دون الوقوف على رأى الخصم الاخر .
وفى قصة داوود مع الخصمين الذيت تسوروا المحراب ، عظة وعبرة لمن يتعظ ويعتبر :
( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ( 21 ) إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط ( 22 ) إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ( 23 )قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ( 24 ) فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ( 25 ) ) سورة : ص
القصة واقعية وليست خيالية كما يرى بعض المفسرين فالذين تسوروا المحراب كانوا بشرا ، ولو كانوا ملائكة لما كانوا فى حاجة الى ان يتسوروا المحراب ، والعبرة ان داوود - عليه السلام- قد أخطأ حين بادر بإصدار الحكم على الخصم الاخر قبل ان يستمع الى دفاع المتهم ، وقد اعترف بخطئه واستغفر ربه وأناب .. فغفر الله له .
وكان عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- يقول :
"اذا جاءك من يشكو لك ان فلانا ً فقا احدى عينيه ، فلا تحكم له ، ومن يدرى فلعل الشاكى قد فقا عينى خصمه الاثنين" ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق