الاثنين، 18 فبراير 2013

قراءة النصوص دون عيون (1)



القدرة على الرؤية دون عيون معروفة من خلال عدة مصطلحات مثل : "رؤية مرادفة للبصر "par optic vision ", الرؤية بواسطة الجلد dermo-optical perception , الرؤية الخارجة عن الشبكية retinal vision extra ,... إلى آخره. لكن أول ما عرف مصطلح "الرؤية دون عيون" eyeless sight كان عبر الترجمة الإنكليزية لكتاب المؤلف الفرنسي الشهير "جول رومان" jules romains الذي بعنوان "الرؤية الخارجة عنالشبكية " vision extra-retinienne (1920 م) ,حيث وثقت فية أبحاث "رومان" الاستثنائية في تطوير القدرة البصرية العجيبة دون حاجة للعيون. يبدو أن هذا الكتاب لم يستقبل بشكل جيد في الأوساط العلمية, بالإضافة إلى أن "رومان" تعرض للسخرية من قبل زملاءه, وهذا أدى إلى رفض السماح له بالاستمرار باختباراته, فتخلى أخيرأ عن هذا المجال موجهاٌ اهتمامة إلى الفنون الأدبية, وأصبح لاحقاٌ من أشهر الشعراء والروائيين وكتاب المسرح في العالم.

قبل نشر كتاب "رومان" كان هناك مراجع وإشارات مبعثرة عن الموضوع وتعود للقرن السابع عشر وصاعداٌ. العالم البريطاني "روبرت بويل" مثلاٌ أشار إلى تقرير طبيب يتحدث عن رجل أعمى يستطيع التمييز بين الألوان مجرد أن لمسها. طوال الفترة الممتدة صعودأ إلى القرن التاسع عشر برز الكثير من التقارير الطبية الموثقة التي تتحدث عن نقل البصر إلى أي مكان في الجسم, مثل رؤوس الأصابع, الظهر, جبهة الرأس.. إلى آخره.

بعد بعشر سنوات من نشر كتاب "رومان", قام الدكتور "مانويل شافيز" من "سان باولو", البرازيل, باختبار حوالي 400 مريض أعمى واستنتج بأن 12 منهم يمتلك نوع من الرؤية الجلدية skin vision , وبعضهم يستطيع التمييز بين الألوان.

في العام 1963 م, كشف العالم الروسي "إي.م. غولدبيرغ" عن اختباراته التي أجريت على "روزا كوليشوفا" Rosa kuleshova في مقالة بمجلة "علم النفس والطب النفسي السوفييتي". وقبلها استعرض "غولدبيرغ" أمام جمهور من العلماء قدرة "كوليشوفا" على قراءة النصوص المطبوعة من خلال أصابع يدها اليمنى في الوقت الذي يكون فيه البصر العادي محجوباٌ تماماٌ. استطاعت الفتاة أيضاٌ أن تميز الألوان المطبوعة على ورق أو المطلية على الأشياء المختلفة. حينها ظهر المصطلح "الرؤية بواسطة الجلد" dermo-optical perception .

بعد نشر الاختبارات التي تناولت "كوليشوفا", بدأ عالم النفس "ريتشارد.ب. يوتز" Richard p. youtz من جامعة كولومبيا, نيويورك, باجراء تجارب مشابهة على ربة منزل عمرها 42 سنة وتدعى السيدة "ب.ستانلي". استنتج الدكتور "يوتز" بأن إدراك الألوان عبر رؤس الأصابع تمثل ظاهرة حقيقية, وصرح بأن 10% من الطالبات الإناث في الجامعة يملكن هذه القدرة بصيغتها البدائية.

حتى قبل انتشار التقارير حول "كوليوشوفا", ظهرت مقالة في "أسوسييتد بريس" associated press في نيسان 1965 م عن طبيب "بانكوك", تايلاند, يدعى "فيشيت سوخاكارن" vichit sukhakarn كان يعلم المكفوفين كيف يبصروا مستعيناٌ بالتنويم المغناطيسي. زعم "سوخاكارن" بأن المكفوفين, الذين تبرعوا للخضوع لاختباراته, إذا ركزوا بعمق على فكرة "الرؤية عبر الخدود", فسوف تتطور النهيات العصبية هناك بطريقة تعمل على نقل الإشارات الحسية على شكل إشارات بصرية فتتحول في الدماغ إلى صور مرئية. وقد بلغ عن بعض مرضاه المكفوفين بأنهم استطاعو قراءة الصحف أو مشاهدة فيلم سينمائي مستخدمين خدودهم !

قام بعدها بافتتاح مؤسسة للأطفال المكفوفين في تايلاند وبعد التجارب وجد أن الذين تبلغ أعمراهم بين 8 و 14 سنة لديهم قابلية أكثر في التعلم على هذه القدرة الجديدة. يبدو أن يشارك الدكتور "رومان" في استنتاجاته, حيث كلاهما يقران بضرورة وجود عامل النوم المغناطيسي الخفيف أو أي عامل إيحائي آخر للمساعدة على تطوير قدرة الرؤية دون عيون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق