الأربعاء، 13 فبراير 2013

الجذور الفكرية للديقراطية والليبرالية

قامت اثورةالفرنسية فى عام 1789 وقبلها الامريكية 1776 مبشرة بالحرية والثورة الليبرالية ، وكان الاعتقاد ان الطريق امام الديمقراطيةقد فتح الى غير عودة .
واذا بالقرن التاسع عشر يحفل بالدعوات الشمولية وتدخل الدولة وسيطرتها ويسخر من دعوات الفردية والحرية .
وعشنا فى القرن العشرين تجارب النظم التدخلية والشمولية من فاشية ونازية واخيرا ماركسية ، حتى ساد الانطباع بأن الليبرالية هى من تراث الماضى الذى لا يتجاوب مع حقائق العصر .
وبعد مائتى عام على قيام الثورة الفرنسية ، وفى عام 1989 تحلل النظام الماركسى فى الاتحاد السوفيتى ومعظم دول اوروبا الشرقية ، وكانت الفاشية والنازية قد قضى عليها مع الحرب العالمية الثانية .
وكتب فرانسيس فوكوياما مقاله الشهير (1989) عن "نهاية التاريخ" والانتصار النهائى لليبرالية بشقيها الاقتصادى (السوق) والسياسى (الديمقراطية) .

وينبغى ان نتذكر ان عودة الحديث عن الليبرالية لا يرجع فقط الى تفسخ النظم الشمولية من اليسار (الماركسية) ، بل ان حظ نظم الاستبداد على اليمين لم يكن افضل حالاً .
ففى عام 1974 سقظ نظام البرتغال الذى وضعه سالزاز ولم يستطع ان يحميه خليفة جايتانو ، وتبعه نظام فرانكو فى 1975 كما عرف نفس المصير حكم العسكر فى اليونان فى 1974 .
وعرفت امريكا اللاتينية الشهيرة بانقلابها ودكتاتورياتها تساقطاً متتابعا فى الأرجنتين 1982 وأرجواى1983 والبرازيل 1984 وشيلى 1990 والقائمة طويلة .
وانتقلت الموجة الى آسيا فسقط نظام كوريا القوى فى 1987 كما سقط قبل ذلك نظام كمبوديا الغاشم ، حتى جنوب أفريقيا لم يفلت من رياح التغيير فها هو دى كليرك يطلق سراح منديلا 1990 ويعلن عن دستور جديد لمشاركة الغالبية ، وسقط بين الساقطين نظم الحكم فى أثيوبيا واليمن الجنوبى وتغيرت الزعامة فى زامبيا .

ومن هنا فإنه يبدو ان الافكار الليبرالية - والتى بدا انها انزوت تماماً خلال القرن العشرين اما الزحف المستمر للافكار الاشتراكية والنظم الشمولية - يبدو انها بدأت تستعيد الأرض التى فقدتها وتمتد الى ساحات جديدة لم تكن تعرفها .

هناك ارتباط بين مفهوم الليبرالية وفكرة الحرية والديمقراطية ، بل ان اسمها مشتق فى الواقع من معنى الحرية ، ومع ذلك فإن الليبرالية بمفهومها المستقر تستند الى مفهوم خاص للحرية اتضحت بوجه خاص ابتداء من القرن السابع عشر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق